اكتشف العلماء حديثاً كميات ضخمة جداً من المياه العذبة مخزنة تحت قيعان المحيطات وتتدفق باستمرار ، ويقدر حجم هذه الخزانات بنصف مليون كم مكعب من الماء ما يزيد عن كمية المياه التي استخرجها البشر من الطبقات الحاوية للماء خلال القرن الماضي بمئة ضعف. وتسربت المياه العذبة تحت قيعان المحيطات من جراء عدة عصور جليدية أي خلال 20 ألف سنة ، وشكلت كميات هائلة من المياه على شكل خزانات ماء. يقدر الباحثون كمية الماء العذب بأكثر من 500،000 كم مكعب وهذه الكمية تكفي البشر لمئات السنين . ويبقى السؤال: كيف تمكنت المياه العذبة من التسلل لآلاف الأمتار في عمق المحيطات واستقرت هناك لأكثر من عشرين ألف سنة؟ هذه الظاهرة المحيرة أخبر عنها القرآن في إشارة رائعة في قول الحق تبارك وتعالى: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)الحجر:22. هذه الآية الكريمة تؤكد أن الماء الذي أنزله الله من السماء وهو ماء عذب تم تخزينه بطريقة معقدة جداً يعجز البشر عن تقليدها (وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ). فمن الذي أخبر النبي الكريم بهذه الحقيقة العلمية ، حقيقة وجود خزانات مياه عذبة هائلة؟ ان الله تعالى القائل: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل: 89].